قد
يرى الكثيرون أن ابتسامة الألمان عند سحب قرعة كأس العالم ووقوعهم في
مجموعة واحدة مع صربيا هي نوع من المجاملة خاصة في ظل مشاكل الماكينات في
العقد الأخير مع فرق شرق أوروبا ولكنها في الحقيقة ابتسامة من نوع آخر.ولكي نوضح الأسباب سيكون علينا العودة بالزمن إلى عام 1954 عندما أحرزت
ألمانيا أول بطولة لها، ففي دور الثمانية تخطت يوغسلافيا (التي أصبحت
صربيا أحد دول يوغسلافيا بعد التفكك) بهدفين دون رد، وتذهب إلى النهائي
لتهزم المجر وتتوج بأول لقب.وبعد 20 عاما تواجها مرة أخرى في الدور الثاني وكررت ألمانيا الفوز بهدفين
دون رد لتتصدر المجموعة الثانية، وتلعب في النهائي أمام الطواحين
الهولندية بقيادة كرويف وتحصد اللقب الثاني.وفي إيطاليا 1990 وقعا سويا في المجموعة الرابعة فازت ألمانيا بأربعة
أهداف مقابل هدف في طريقها نحو النهائي المنتظر لأحد أقوى فرق ألمانيا في
التاريخ وتفوز باللقب على حساب أرجنتين "مارادونا".وبعد 20 عاما سيكون على الماكينات مواجهة صربيا في المجموعة الرابعة أيضا
بالإضافة إلى أستراليا التي واجهتها في كأس العالم 74 وتغلبت عليها بثلاثة
أهداف دون رد.كلمة السر دور الـ8ألمانيا تملك المنتخب الوحيد منذ كأس العالم 1954 الذي ظهر في دور الـ8 على أقل تقدير، وتأهل للدور قبل النهائي في عشر مناسبات.وستظل حقبة الثمانينيات هي الأفضل في تاريخ الألمان بلا منازع عندما نجح
الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية ثلاث مرات متتالية، ولكن الفريق
نجح في حسم اللقب مرة واحدة خلال هذه الفترة بعد الفوز على الأرجنتين عام
90 في إعادة لنهائي 1986.
وتملك ألمانيا مع البرازيل لقب الأكثر ظهورا في نهائي كأس العالم برصيد
سبع مباريات، نجح الألمان في ترجمتهم إلى الفوز باللقب في ثلاث مناسبات
لتحتل المركز الثالث من حيث عدد مرات الفوز بالبطولة بعد البرازيل
وإيطاليا.كما تتساوى مع البرازيل في عدد المباريات برصيد 92 مباراة لكل منهما، على
الرغم من أن البرازيل لعبت في جميع البطولات فيما غابت ألمانيا عن أول
بطولتين.وبالتأكيد ستكون ألمانيا أحد القوى المرشحة لحمل الكأس الذهبية رغم
تصريحات الألمان بصعوبة حدوث ذلك في ظ غياب قائد الفريق والعقل المفكر.الفريق:بالعودة إلى الواقع تواجه ألمانيا اختبارا صعبا في البطولة الحالية خاصة
أن الفريق الذي سيسافر إلى جنوب إفريقيا لا يملك الخبرة اللازمة بسبب صغر
سن عدد كبير من اللاعبين وهي المرة الأولى التي تواجه فيها ألمانيا هذا
التحدي، ففي السابق كانت الانتقادات دائما بتقدم عمر العديد من اللاعبين.ويعد الفريق الذي واجه إيران في كأس العالم 1998 هو أكبر المنتخبات سنا في تاريخ البطولة، إذ كان معدل الأعمار 31 عاما و345 يوما.ربما تكون المرة الأولى في تاريخ ألمانيا منذ كأس العالم 1954 التي يواجه
فيها المدير الفني صعوبة في اختيار الحارس الأساسي للماكينات بسبب تذبذب
مستوى الحراس.فمنذ نحو عام أكد لويف أن الراحل روبرت إنكا سيكون هو الحارس الأساسي في
جنوب إفريقيا، ولكن مع انتحار حارس هانوفر أصبح رينيه أدلر حارس مرمى باير
ليفركوزن هو الأساسي رغم المنافسة من جانب مانويل نوير حارس شالكه وتيم
فيزا حارس فيردر بريمن.
وبعد إصابة أدلر بكسر في الضلوع أصبح الصراع ثلاثيا بين نوير وفيزا وهانز-يورج بوت حارس مرمى بايرن ميونيخ.وضمن الثنائي باستيان شفاينشتيجر وميسوت أوتسيل التواجد في التشكيل
الأساسي، فيما يلعب سامي خضيرا في وسط الملعب، بدلا من مايكل بالاك المصاب.وإن كان لويف دائما ما يفضل الاعتماد على كلوزه على الرغم من عدم تواجده في التشكيل الأساسي لبايرن ميونيخ مع تواجد بودولسكي خلفه.الخطةوعلى الرغم من تأهل ألمانيا للدور قبل النهائي في كأس العالم 2006، ونهائي
كأس الأمم الأوروبية 2008 غير أن لويف يرى أن الفريق الحالي أفضل من
الناحية التكتيكية.ويعتمد لويف على طريقة 4-4-2 التي تتحول إلى 4-5-1 وهو ما حدث في الأدوار
النهائية من كأس الأمم الأوروبية بتراجع بودولسكي إلى الناحية اليسرى
تاركا كلوزه وحيدا في الهجوم.وتملك ألمانيا أحد أفضل الحلول لمواجهة التكتلات الدفاعية وهي وجود عدد
كبير من اللاعبين الذين يتميزوا بقوة التسديد من خارج المنطقة وعلى رأسهم
الثنائي شفاينشتيجر وبودولسكي.كما يعد سلاح ألعاب الهواء هو الحل الثاني للألمان إذ يملك الفريق أكثر من
أربعة لاعبين يتميزون بقدرتهم على الارتقاء العالي منهم كلوزه وميرتازاكر
ومارسيل ينسن وفيسترمان.